خطبة الجمعة لمسجد القدس بالتجمع الخامس
الجمعة 27 سبتمبر 2013 م
الخطبة الحادية والعشرون في شرح حديث حذيفة في الفتن
الشيخ أشرف الفيل
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وبعد
لما
استشهد عمر جعل الامر بعده شوري بين ستة نفر من أفضل الصحابة هم عثمان بن
عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي
وقاص وعبد الرحمن بن عوف وانتهي الأمر إلي عثمان وعلي وقام عبد الرحمن
يستشير الناس فلم يجدهم يعدلون بعثمان أحد فأول من بايعه عبد الرحمن ابن
عوف وكانت ثاني يمين هي يمين علي بن أبن أبي طالب وكان الإمام علي مع عثمان
من أهل شورا ومناصرا له طيلة مدة خلافته ولما خرج الثوار علي الخليفة
الراشد عثمان وجاءو من مصر والكوفة والبصرة ونزلوا بذي خشب وذي المروة وجاء
المصريون إلي علي وبخ فعلهم وقرعه قائلا لقد علم الصالحون أن جيش ذي
المروة وذي خشب ملعونون علي لسان محمد صلي الله عليه وسلم فارجعوا لا صبحكم
الله
وعندما
أحاط القتلة بدار الخليفة وشددوا عيه الحصار حتي نفذ ما عنده من الماء
فاستغاث بالمسلمين في ذلك فركب علي بنفسه وحمل معه قربا من الماء فأوصلها
إليه بجهد شديد بعد ما نال من جهلة أولئك كلام غليظ وتنفير لدابته فزجرهم
وقال لهم " والله إن فارسا والروم لا يفعلون كفعلكم هذا بهذا الرجل والله
إنهم ليأسرون فيطعمون ويسقون "
فأبو أن يقبلوا منهم حتي رمي بعمامته وسط الدار
ونهض
علي لنصرة الخليفة المظلوم واعتم بعمامة رسول الله صلي اله عليه وسلم
وتقلد سيفه وجاء إلي دار عثمان وأمامه ابنه الحسن وعبد الله بمن عمر في نفر
من المهاجرن والأنصار ودخلوا علي عثمان فقال علي لا أري القوم إلا قاتليك
فمرنا فلنقاتل فأبي عثمان عليهم فأعاد علي عليه القول فأجابه بمثل جوابه
الأول فقال علي اللهم إنك تعلم أنا بذلنا المجهود
ثم
أتي المسجد وحضرت الصلاة فقالوا له يا أبا الحسن تقدم فصل بالناس فقال لا
أصلي بكم والإمام محصور ولكن أصلي وحدي فصلي وحده وانصرف إلي منزله ولحقه
ابنه وقال والله يا أبت لقد اقتحموا عليه الدار قال إنا لله وإنا إليه
راجعون هم والله قاتلوه قالوا وأين هو يا أبا الحسن قال هو والله في الجنة
قالوا وأين هم قال هم في النار
ولما
بلغ عليا أن القتلة ندموا علي فعلتهم قرأ قوله تعالي " كمثل الشيطان إذ
قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريئ منكم إني أخاف الله رب العالمين "
من مناقب علي
كتب علي إلي أحد ولاته أما بعد فلا تطولن حجابك علي رعيتك فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم بالأمور
وكتب إلي محمد بن أبي بكر لا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك بالفقر واعلم أن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا "
جاءه
رجل مستنكرا عليه فعله فقال له يا أمير المؤمنين يأتيك الرجلان أنت أحب
إلي أحدهما من أهله وماله والآخر لو يستطيع أن يذبحك لفعل فتقضي لهذا علي
هذا فضربه وقال إن هذا شيئ لو كان لي لفعلت ولكنه شيئ لله
بل
إن أمير المؤمنين يخاصم نصرانيا فيقف معه أمام القضاء لأن القضاء في ظل
الإسلام لا يحابي أحدا مهما كان وإن كان أمير المؤمنين وتلك ميزة لا توجد
إلا في شرع الله ولن تحلم بها البشرية ولا تقرأها إلا في الأساطير فقد خرج
علي يوما إلي السوق فإذ هو بنصراني يبيع درعا فقال علي هذه درعي وقال
النصراني هذه درعي فاختصما إلي قاضي المسلمين فلما وقف بين يدي القاضي قال
القاضي ما تقول يا أمير المؤمنين قال الدرع درعي فقال هل لك من بينة قال
لا صدق فقد سقط مني من قبل فقال للنصراني أتكذب أمير المؤمنين قال لا أكذبه
ولكن الدرع درعي فقضي القاضي للنصراني ! فقال النصراني أشهد أن هذه أحكام
الأنبياء والله يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك وقد زالت عن جملك الأورق
فأخذتها فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال علي أما إذ
أسلمت فهي لك وحمله علي فرس !!!!
جاءته
امرأتان تسألانه فأمر لكل منهما بكرة من طعام فلما انصرفت الأولي قالت
الثانية يا أمير المؤمنين أتعطيني كما أعطيت مولاتي فقال علي إني نظرت في
كتاب الله فلم أري فيه فضلا لولد إسماعيل علي ولد إسحاق عليهما السلام !!!
المرجو نشر هذا الموضوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق