استمع للقرآن الكريم

رعاية اليتيم

0 التعليقات
خطبة الجمعة لمسجد الصحابي بميدان الحجاز بمصر الجديدة
ألقيت هذه الخطبة بتاريخ 6 / 4 / 2007 م
1427 ه
إن الحمد لله نحمده سبحانه ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وبعد : ـ يقول الحق سبحانه وتعالي في محكم آياته " وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ "
مكانة اليتيم في القرآن الكريم
1 ـ اهتم القرآن أعظم اهتمام باليتيم فقد قال سبحانه لنبيه " ألم يجدك يتيما فآوي " 2 ـ وجعل القرآن الكريم إهمال اليتيم آية وعلامة علي التكذيب بيوم الدين قال الله تعالي " أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم " .
3 ـ وجعل الوصية به من الوصايا العشر التي لم تنسخ في ملة أو دين فقال الله تعالي " قل تعالو أتل ما حرم ربكم عليك ألا تشركو به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعلقون ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتيث هيب أحسن حتي يبلغ أشده وأوفو الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون " والمتأمل في الأيات التي ذكرت الوصايا العشر يجد أن نهاية آية الوصية بالبيتيم " لعلكم تذكرون " إشارة إلي مدي نسياننا لهذا اليتيم !!! وشدد الله الحرمة علي من أكل مال اليتيم فقال الله تعالي " إن الذين يسأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "
4 ـ ونهي الله تعالي عن قهر اليتيم وظلمه قال الله تعالي " فأما اليتيم فلا تقهر " قال القرطبي في الجامع " ودلت الآية على اللطف باليتيم، وبره والإحسان إليه، حتى قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرحيم. وروي عن أبي هريرة: " أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: (إن أردت أن يلين، فامسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين) " . وفي الصحيح عن أبي هريرة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين) . وأشار بالسبابة والوسطى " . و" من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي، اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أن أرضيه يوم القيامة) . فكان ابن عمر إذا رأي يتيماً مسح برأسه، وأعطاه شيئاً." و" عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ضم يتيماً فكان في نفقته، وكفاه مؤنته، كان له حجاباً من النار يوم القيامة، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة) " .
ومن شدة اهتمام القرآن الكريم باليتيم والتوصية عليه في عهد النبي صلي الله عليه وسلم خاف كل من كان عنده يتيم يرعاه علي نفسه خوفا شديدا فكانوا يعزلون طعامه وشرابه عن طعامهم وشرابهم فأدي ذلك إلي فساد كثير من طعام اليتامي فسألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك ، فقد روى أبو داود و النسائي من حديث ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن " [ الأنعام : 152 ] ، و " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما " [ النساء : 10 ] ، انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه فيحبس له ، حتى يأكله أو يفسد ، فاشتد ذلك عليهم ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ . فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ،" فخلطوا طعامهم بطعامه وشرابهم بشرابه ومن هنا يجوز أن نعمل في مال اليتيم وأن نتاجر فيه ما دام في ذلك مصلحة لليتيم قال أهل العلم وفي جواز خلط ماله بماله دلالة على جواز التصرف في ماله بالبيع والشراء إذا وافق الصلاح ، وجواز دفعه مضاربة ، إلى غير ذلك وقد قال الله تعالي " وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ
مكانة اليتيم في السنة النبوية المطهرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة" . أشار مالك بالسبابة والوسطى ، وعن أبى موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرب قصعتهم الشيطان" وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ضم يتيماً من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله عز وجل غفرت له ذنوبه البتة إلا أن يعمل عملاً لا يغفر ......... الحديث وفي الحديث : أحب بيوتكم إلى الله بيت فيه يتيم مكرم ‌.‌(‌ضعيف‌) ‌أراد بمحبة البيوت محبة ما يقع فيها من إكرام الأيتام وفيه حث على إكرام الأيتام وتحذير من إهانتهم وإذلالهم من غير موجب
وفي سنن ابن ماجه " خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين فيه اليتيم يساء إليه أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا ‌. " ‌. ‌وفي رواية (‌ من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ‌)‌ قال الحكيم ‌:‌ إنما فضل هذا على غيره من الأعمال لأن اليتيم قد فقد تربية أبيه وهي أعظم الأغذية لتعهده لمصالحه فإذا قبض اللّه أباه فهو الولي لذلك اليتيم في جميع أموره ليبتلي به عبيده لينظر أيهم يتولى ذلك فيكافئه والذي يكفل اليتيم يؤدي عن اللّه ما تكفل به فلذلك صار بالقرب منه في الجنة وليس في الجنة بقعة أشرف من بقعة بها سيدنا محمد وسائر الرسل صلى اللّه عليه وعليهم وسلم فإذا نال كافل اليتيم القرب من تلك البقعة فقد سعد جده وسما سعده ‌،
‌مكانة اليتيم في الأمم السابقة
وقال موسى عليه السلام يا رب أمت أبوي الصبي و من لا حيلة له و تدعه هكذا قال يا موسى أما ترضى بي كافلا فاليتيم كافله خالقه لأنه قطع عنه من كان قيض له و طوى عنه أسبابه فمن مد يده إلى كفالته فانما ذلك عمل يعمله عن الله تعالى لا عن نفسه كما أن الرسل عليهم السلام يعملون عن الله تعالى يؤدون عنه حججه إلى خلقه و بيانه و هدايته و الذي يكفل اليتيم يؤدي عن الله تعالى ما تكفل به فلذلك صار بالقرب منه في الدرجة في ذلك الموقف و ليس في الجنة بقعة أروح و لا أطيب من البقعة التي يكون بها الرسل عليهم السلام
يتامي لهم شأن عظيم
الرسول الكريم الإمام الشافعي ابن كثير صاحب التفسير
قال بعض العلماء ولد الرسول يتيما لئلا يكون عليه حق لمخلوق
وقيل لينظر الرسول إذا وصل مدارج عزه إلي أوائل أمره ليعلم أن العزيز من أعزه الله وأن قوته ليست من الأباء ولا الأمهات ولا من المال إنما قوته من الله تعالي
ولقد ضرب الصحابة أعظم صورة من صور العطف
ها هو أبو لبابة ذاك الصحابي التقي الورع يدعي يتيم لرسول الله أن أبا لبابة اغتصب منه نخلتين ويذهب الرسول إلي الأرض ليرى ويتأكد ويعلم أن النخلتين إنما هما لأبي لبابة فيحكم له فيبكي اليتيم فيؤثر ذلك علي مشاعر الرسول دون عقله وحكمه ولكنه يقول من يشتري النخلتين بعذق في الجنة فيقوم رجل من الصحابة اسمه أبا الدحداح ويقول يا رسول الله أشترى النخلتين بحديقة لي ففرح الرسول لهذا العرض وذهب أبا الدحداح إلي أبي لبابة وعرض عليه العرض فقال له أبا لبابة خذها فلا خير في نخلتين اشتكيت فيهما لرسول الله صلي الله عليه وسلم فذهب الرجل وقال لأبنائه دعوها فقد بعناها من الله بعذق في الجنة وصار يأخذ التمرات من يدي أولاده لأنها لم تصير من حقهم وهو حائط فيه ستمائة نخلة ، ــ وعند القرطبي في شرح قوله تعالي من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " ـــ فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول :
هداك ربي سبـــــــل الرشاد ******* إلى سبيل الخيـــــر والسداد
بيني من الحــــــــائط بالوداد ******* فقد مضـى قرضاً إلى التــناد
أقرضــته الله على اعتمــادي ******* بالطــــوع لا مـــــن ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المـــعاد ******* فارتحــــــلي بالنفس والأولاد
والـبـــــــــــر لا شك فخير زاد ******* قدمه المرء إلى المـــــــــعاد
قالت أم الدحداح :
ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول :
بشرك الله بخير وفـــــــــــرح **** مثلك أدى ما لديها ونصــــــــح
قد متع الله عيالي ومـــــــنح *****بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله ما قد كدح ***** طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواهم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائظ الآخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : : كم من عذق رداح ودار فياح لأبي الدحداح وفي غزوة أحد يتفقد الرسول القتلي فيجد بينهم أبا الدحداح فيقول وهو يبكي كم من عذق مدلل علي أبي الدحداح من الجنة باع تراب وشجيرات ونخيلات واشتري من الله الرضوان والجنات ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ هكذا تعلم الصحابة الدرس جيدا .
واهتم الصحابة رضوان الله تعالي عليهم بالسؤال عن اليتيم قال جل ذكره :
وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
المتأمل في هذه الآيات يجد أن أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم كانوا يسألون رسول الله عن كل ما يخص شئونهم فسألوه عن القتال في الشهر الحرام ثم عن شرب الخمر ولعب اليسر ثم سألوه عن اليتامى ثم سألوه عن المحيض والمتأمل يجد ذكر اليتامى بين سؤال الخمر وسؤال الحيض

مسائل من الجامع لأحكام القرآن

بدأ الله الآية بقوله تعالي " في الدنيا والآخرة " إشارة إلي أن أفضل العمل في المال هو التصدق علي اليتيم فتحبسون من أموالكم ما يصلحكم في معاش الدنيا وتنفقون الباقي فيما ينفعكم في العقبى ، كذلك يبين الله لكم الآيات في أمر الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون في الدنيا وزوالها وفنائها فتزهدون فيها ، وفي إقبال الآخرة وبقائها فترغبون فيها . قوله تعالى : " يسألونك عن اليتامى " : روى أبو داود و النسائي من حديث ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن " وقوله تعالي " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما " انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه فيحبس له ، حتى يأكله أو يفسد ، فاشتد ذلك عليهم ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : " ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير " ، فخلطوا طعامهم بطعامه وشرابهم بشرابه ، لفظ أبي داود ، وقيل : كانت العرب تتشاءم بملابسة أموال اليتامى في مؤاكلتهم ، فنزلت هذه الآية .
مســـــألة : تواترت الآثار في دفع مال اليتيم مضاربة والتجارة فيه ، وفي جواز خلط ماله بماله دلالة على جواز التصرف في ماله بالبيع والشراء إذا وافق الصلاح ، وجواز دفعه مضاربة ، إلى غير ذلك على ما نذكره مبيناً وقد قال الله تعالي " وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ
من مجمع الزوائد أحاديث في فضل الصدقة
حديث : أبي بردة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل مسلم صدقة قيل يا رسول الله من لم يجد قال يعمل فينتفع ويتصدق قيل فمن لم يستطع قال تعين ذا الحاجة والملهوف قيل فإن لم يستطع قال يأمر بالمعروف قيل فإن لم يستطع قال يمسك عن الشر فإنها له صدقة
حديث : أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يذبح شاة فيقسمها بين الجيران قال فذبحها فقسمها بين الجيران ورفعت الذراع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحب الشاة إليه الذراع فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة ما بقي عندنا منها إلا الذراع قال بل قولي كلها بقي إلا الذراع " رواه البزار ورجاله ثقات
حديث : علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها " رواه الطبراني في الأوسط
حديث : عبد الله بن جعفر قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة تطفئ غضب الرب " رواه الطبراني في الأوسط
حديث : عمرو بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله لها الكبر والفقر والفخر " رواه الطبراني في الكبير
حديث : ابن عباس رفعه قال ما نقص صدقة من مال وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسألة له عنها غنى إلا فتح الله عليه باب فقر رواه الطبراني في الكبير
حديث : عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس وفي رواية عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ظل المؤمن يوم القيامة صدقته وكان يزيد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا
حديث : علي بن أبي طالب قال جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم يا رسول الله كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير وقال الآخر يا رسول الله كانت لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار وقال الآخر يا رسول الله كان لي دينار فتصدقت بعشره قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم في الأجر سواء كلكم تصدق بعشر ماله رواه احمد والبزار

ما الذي ينبغي أن نقدمه لليتيم ؟؟؟

العطف ......... الحب .......... الحنان ............. السؤال ............. المداومة ........
الزكاة هي : ما فرضه الله تعالي علي العبد
ومعناها في اللغة التطهير وفي الشرع تمليك مال مخصوص لمستحقه بشروط .
وحكمها ركن من أركان الإسلام
وقد فرضت في السنة الثانية من الهجرة النبوية
دليلها قول الله تعالي " والذين في أموالهم حق معلوم " وقوله صلي الله عليه وسلم " بني الإسلام علي خمس ..... "
شروطها الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والملك التام وبلوغ النصاب ومرور الحول عليه الأنواع التي تجب فيها الزكاة خمس النعم ــ الذهب والفضة ــ عروض التجارة ــ المعدن والركاز ــ الزروع والثمار ولكل منها نصاب معلوم .
· الذهب عشرون مثقالا نحو ثلاث وثمانون جراما من الذهب الخالص عيار 21
· الفضة مائتي درهم
ولا تجب الزكاة في الدور للسكني ولا الثياب ولا أثاث المنزل ولا دابة الركوب ولا في آلات الصناعة
مصارف الزكاة : كما نصت الآية الكريمة
الصدقة هي : ـ ما يخرجه العبد من ماله تطوعا لله تعالي في معاونة المحتاجين ولها عند الله تعالي فضل كبير فقد قال صلي الله عليه وسلم " الصدقة تطفئ الخطيئة " وقال " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب و لا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل
النفقة هي : ـ ما يقدمه العبد لأهله وأقاربه ممن يجب عليه نفقتهم مثل الأب والأم والزوجة والابن القاصر والبنت حتي تتزوج والأخت حتي تتزوج أو تكتفي قال الله تعالي آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ "
‌ وقال صلي الله عليه وسلم " قال الله تعالي " أنفق أنفق عليك وقال " إذا أنفق الرجل على أهله نفقة و هو يحتسبها كانت له صدقة .
· الفرق بين الزكاة والصدقة والنفقة
· الزكاة فرض وتركها إثم وفعلها امتثال
· الصدقة نافلة وفعلها مستحب وليس بواجب وتركها لا إثم عليه
· النفقة واجبة كالزكاة وتركها إثم والفرق بينها وبين الزكاة أنها بلا شروط .
· يمكنك سماع الخطبة في قسم الصوتيات والمرئيات من موقعنا أو اضغط علي هذا الرابط للدخول إليها مباشرة

الأسباب التى تجلب محبة الله فى القلب

0 التعليقات


المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أجمعين وبعد : ـ

فلقد حذرنا الله تعالي من زينة الدنيا خشية أن تأخذ قلوبنا وتصرفنا عنه سبحانه وتعالي إذ الأصل أنه سبحانه وتعالي خلق الدنيا كلها من أجل خدمة العبد ـ لا ـ العكس وخلق العبد من أجل مقصد واحد لا غيره ، وهو عبادة الله تعالي بالصورة التي يرضاها الله تعالي ـ لا بالصورة التي يرضاها العبد لنفسه ؛ لذلك شرع الله تعالي له شرائع حتى يسير علي نهجها وعلي خطاها فمن هذه الشرائع : ـ الصلاة . شرعها الله تعالي خمس مرات في اليوم والليلة حتى يربط العبد به دائما وحتى يدفع عنه اعتماده علي نفسه أو علي أحد غير الله تعالي ؛ ولذلك ورد في سنن أبي داود من حديث ابن مسعود رضي الله تعالي عنه أنه قال " حافظوا على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى وإن الله شرع لنبيه صلى الله عليه وسلم سنن الهدى ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق بين النفاق ولقد رأيتنا وإن الرجل ليهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف وما منكم من أحد إلا وله مسجد في بيته ولو صليتم في بيوتكم وتركتم مساجدكم تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ولو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لكفرتم " هكذا تجد حرص الرسول الكريم علي الصلاة في جماعة ولكن بالنظر إلي الناس في هذا الزمان تجد إهمالا بينا في الصلاة وتجد وضوحا كاملا في ترك الصلاة فما السبب الداعي لهذا الترك ؟ وهذا التخلف عن الجماعات ؟؟؟؟؟ لا أرى سببا إلا بعد العبد عن ربه وقلة حب العبد لربه !!! فهل ترى غير ذلك ؟؟؟؟؟؟








ومن الشرائع التي شرعها الله تعالي للعبد الصيام حتى يربي العبد علي حفظ فرجه ولسانه ويعود العبد علي مراقبة ربه الليل والنهار فقد ورد في الحديث " فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل " وفي القرآن قوله تعالي " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم " ألا تري أنه يمكن للعبد أن يأكل ويشرب دون أن يراه أحد ؟؟؟ كذلك ألا ترى كيف منع الله الرجل والمرأة من أنفسهما في وقت النهار دون وقت؟ وذلك في رمضان دون الأيام الباقية ؟؟؟؟ كل ذلك يريد الله تعالي أن يعلمنا مراقبته في كل الأمور وكان الأصل في الصيام الإقلال من الطعام والشراب لا العكس ولذلك ورد في سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصوم صوم أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما " ولما سئل عن ذلك قال أجوع يوما فأتذكر الفقير وأشبع يوما فأشكر الله تعالي . وكانت الحكمة من الصيام هي تحقيق التقوى في قلب العبد ولا تحقق التقوى إلا بكثرة الذكر والانشغال بطاعة الله تعالي دون غيرها ولكن بالنظر إلي صيامنا نجد أننا نقضي وقتا طويلا أما الملهيات والمشغلات عن الطاعات !!! تجد أننا نتكلم كثيرا فيما يفيد ومالا يفيد وكثيرا نقع في الغيبة المحرمة علينا شرعا !!! وما ذلك إلا لبعدنا عن ربنا وقلة حبنا لله تعالي . ألا تري غير ذلك ؟؟؟؟؟








ومن الشرائع التي فرضها الله تعالي الحج حتى يعلمنا قوة التحمل في باقي الطاعات والعبادات ويعلمنا فضل التضحيات من أجل دين الله تعالي ومن أجل نشره فها نحن نسعي بين الصفا والمروة وقد جعلها الله تعالي شعيرة من شعائر الحج فقال جل ذكره " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " والمتأمل في هذه الشعيرة يجد أن سيدنا إبراهيم حينما ترك ولده إسماعيل مع أمه هاجر وتركهما في هذا الوادي المخبف ـ آن ذاك ـ وحدهم وكان هذا الترك بأمر من أوامر الله تعالي ؛ ولذلك كان إبراهيم عليه السلام مطمئنا لأنه يعلم عظيم قدرة الله تعالي وفي هذا المعني أيضا تضحيته بولده وزوجته من أجل ماذا ؟؟؟؟؟؟؟ من أجل مرضات ربه ألا ترى ذلك ؟؟؟؟؟؟ ولما تركهما قالت هاجر له متسائلة آلله أمرك بهذا قال نعم قالت بثبات امرأة صابرة محتسبة إذا لن يضيعنا الله تعالي ، ولما نفد طعامها وشرابها وخشيت علي رضيعها ، وكانت علي يقين أن الله تعالي سوف يرضيها ـ فهرولت بين جبلي الصفا والمروة سبعا وهي تناجي ربها وتدعوه . ألا تري هذه التضحية ؟؟؟؟ رضيت ببقائها في الوادي المخيف وحدها مع رضيعها !!! ألا تراها صارت تبتهل وتدعو إلي الله رب العالمين حتى يشبع رضيعها خشية الموت جوعا ؟؟ أليست هذه تضحية ؟؟؟؟ وبسببها كان الأمر من الله تعالي بهذه الهرولة بين الصفا والمروة وبسبب هذه التضحية كانت عين زمزم شفاء ؛ ولذلك ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفى به شفاك الله وإن شربته مستعيذا عاذك الله وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه " قال وكان بن عباس إذا شرب ماء زمزم قال اللهم أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء " ـ هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ـ ألا تري أن ذلك كله بسبب تضحيتهما معا من أجل الله تعالي ومن أجل رضاه . هذا بعض ما أشار إليه القرآن في الهدف من الحج فكيف حالنا في التضحية من أجل ديننا ومن أجل مرضاة ربنا ؟؟؟؟ ألا تري إلا تخاذلنا عن نصرة دين ربنا وقلة تضحيتنا لهذا الدين العظيم ؟؟؟ ألا تري أننا جعلنا الدين العظيم في موقع المدافع عن نفسه ؟؟؟ ألا تفكر معي ما هو السبب في تخاذل المسلين ؟؟؟ لا أجد سبب في ذلك إلا قلة حب المسلمين لرب العالمين !!!!!!!!








ومن الشرائع التي فرضها الله تعالي علينا الزكاة وكان المقصد من ذلك جلب الرحمة في قلوب العباد فالله سبحانه وتعالي قادر علي رزق العباد أجمعين بسبب وبدون سبب وإلا فمن رزق موسي عليه السلام بالهواء ليتنفس به حينما ألقته أمه في اليم كما حكي بذلك القرآن الكريم عند قوله تعالي " فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني " ؟؟؟؟؟؟ ومن يرزق الدودة في قلب الحجر ؟؟ من يرزقها النفس والماء ؟؟؟ ؟؟ إذا الله تعالي جعل الفقراء لا لمحض كونهم فقراء فلو منع الناس العطية لوهبهم الله ما به تستقيم حياتهم ألا ترى إلي المسلمين في بادئ أمرهم حينما أصدرت قريش قرارا بمقاطعتهم ولم يجدوا ما يطعمون به ؟؟؟؟ من رزقهم وأعطاهم ؟؟ من منحهم وهداهم ؟؟؟ حتى أن أحدهم قال لقد وطئت بقدمي علي شيء علي الأرض فوجدته رطبا فرفعته إلي فمي وما أدري ما هو إلي الآن !!! أنظر كيف كان الحال وبالرغم من ذلك لم يموتوا !!!! نخلص من ذلك إلي أن الله تعالي شرع الزكاة للعباد حتى يجلب في قلوبهم الرحمة بالعباد فإذا جاءت رحمة العباد بالعباد جاءت رحمة رب العباد بالعباد !!! وهذه الرحمة مطلوبة لنا جميعا وسبيلنا إليها إحساسنا بالفقراء والمعدمين .... ومن مقاصد الزكاة أيضا أن الله تعالي أراد أن يحررنا من حب المال لأن الإنسان بطبعه جبل علي حب المال وفي القرآن يقول الحق سبحانه وتعالي " وإنه لحب الخير لشديد " قال المفسرون أن المراد بالخير المال وقد ورد في آية أخرى قوله تعالي " وتحبون المال حبا جما " ولما كان الإنسان مشغولا بحب المال وجمعه أراد الله تعالي أن يجعل له ضابطا يضبط به نفسه عند الطمع حتى لا يسيطر حب المال علي قلبه فيشغله تمام الشغل عن المقصد الذي أوجده الله تعالي من أجله وهو العبادة فشرع الله تعالي زكاة المال ليتعود المرء علي أن يقتطع من ماله مالا يعطيه لمن لم يعطهم الله تعالي مثله ، وكذلك ليتعود المرء أن يترك ماله هذا عندما يتطلب الأمر منه ذلك . إذا أحس أنه مالا حراما وجب عليه أن يتركه . إذا أحس أنه مطلوب للصلاة مثلا وجب عليه أن يترك ما في يده للصلاة . إذا أحس أن دينه يحتاج منه أن يقتطع من وقت ـ جمع ماله ـ ليعطي هذا الوقت لدين ربه سواء كانت دعوة إلي الله تعالي أو مساعدة لمحتاج يحتاج إلي من يقف إلي جواره في منحة وغير ذلك .فلا بد من ترك المال لنداء دينه ومرضات ربه فهل تحقق فينا ذلك علي هذا الوجه ؟؟؟ لا أظن !!! بل إننا نحاول أن نقتطع من أوقات العبادات لجمع المال والطامة الكبرى أن بعضا من الناس يجمع الحلال والحرام معا دون أن يتحرى الدقة في ما يجمعه ويرجع السبب في ذلك إلي بعد الناس عن ربهم وعدم معرفتهم به معرفة كاملة وعدم حبهم لما يرضاه سبحانه وتعالي لذلك احتجنا لأسباب المحبة .








ومن الشرائع التي شرعها الله تعالي علي الناس الدعوةإلي الله تعالي فقد ذكر سبحانه وتعالي في مواضع عديدة من آيات القرآن الكريم مبينا أهمية الدعوة في حياة العبد المسلم ـ بما يغني عن التعليق علي ذلك والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد أن الحق سبحانه وتعالي حينما شرع في الحديث عن الدعوة إليه سبحانه وأهمية ذلك في حياتنا تجده ــ في موضع من المواضع يبين للأمة أن سبب فلاح ونجاح العبد هو في عمل الدعوة إلي الله تعالي فقد قال سبحانه في آيات سورة العمران " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " فقد خص الله تبارك وتعالي هذه الأمة الداعية بالفلاح دون غيرها !! ألا تري ذلك ؟؟؟
ــ وفي موضع آخر تجد الحق سبحانه وتعالي يبين أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب خيرية هذه الأمة تأمل قوله تعالي " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " ألا تري أن الله تعالي بين خيرية هذه الأمة بهذا العمل ؟؟؟ وألا تري أن الله تعالي قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي الإيمان به !! ألا تتأمل الآية !!!
ــ وفي موضع آخر يبين الله تعالي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب النصر والتمكين لهذه الأمة انظر قوله تعالي ": الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " تأمل الآية التي بعدها وفيها يبين الحق سبحانه وتعالي أسباب هذا النصر والتمكين لعباده وما هي إلا صفات اتصف بها المؤمنون تابع الآيات يقول الحق سبحانه في الآية التي تليها " الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " ألا تري أن الله تعالي جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الصلاة والزكاة !!! أين نحن من هذا الأمر ؟؟ تأمل !!!!!!!!! ثم تأمل هذه الآية التي جعل الله تعالي فيها الصلاة والزكاة مقدمتين علي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!!!!!!








ــ وفي موضع آخر بين الله تعالي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص صفات المؤمنين والمؤمنات قال الله تعالي " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " تأمل الآية . ثم انظر كيف أن الله تعالي جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الصلاة والزكاة ثم قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي الصلاة والزكاة في هذه الآية ليبين لك أن أول صفة تشغل هم المؤمن هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ثم تأمل ذكره المؤمنات في الآية ليبين لك أن هذا العمل ليس قاصرا علي الرجال بل كذلك للنساء ألا تري ذلك واضحا !!!!








ــ وفي موضع آخر بين الله تعالي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب ثناء الله تعالي علي القائمين بهذا العمل تأمل الآيات " إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " ألا تري أن الله تعالي أثني عليهم ببشارته تعالي لهم !!!
ــ وفي موضع آخر بين الله تعالي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو عمل الأنبياء تأمل الآيات قال الله تعالي " وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ألا تري أن الله بين عمل النبي في هذه الآية وأن عمله هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟؟؟ هل تري خلاف ذلك ؟؟؟؟








ــ وفي موضع آخر بين الله تعالي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شرع من الشرائع التي فرضها الله تعالي علي هذه الأمة وبين أن هذا العمل من خصائص الأنبياء فقط ولكنه تعالي ـ من ـ بهذا العمل علينا وخصنا به فقال جل ذكره " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ " تأمل الآية تجد أن الله تعالي شرع لنا من جنس ما شرع للرسل قبلنا أليست هذه ميزة وكرامة ؟؟؟؟ ويؤيد هذا الأمر بعديد من الآيات التي تؤكد ذلك فيقول جل ذكره " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " تأمل الآية ثم اقرأ هذه الآية " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " تأمل الآية الأولي بين سبحانه أن هذه الأمة شهيدة علي الناس وفي الآخرة يكون الرسول شهيدا علي ما شهدوا به علي الناس . وفي الآية الثانية بين أن الرسول شهيد علي الأمة في حال حياته وفي الآخرة ستكون الأمة شهيدة علي الأمم الأخري في أن رسلهم قد بلغتهم كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدعى نوح عليه السلام يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير فيقول من يشهد لك فيقول محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ ويكون الرسول عليكم شهيداً" فذلك قوله عز وجل "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"..







. وذكر هذا الحديث مطولاً ابن مبارك بمعناه ، وفيه : " فتقول تلك الأمم كيف يشهد علينا من لم يدركنا فيقول لهم الرب سبحانه : كيف تشهدون على من لم تدركوا فيقولون ربنا بعثت إلينا رسولاً وأنزلت إلينا عهدك وكتابك وقصصت علينا أنهم قد بلغوا فشهدنا بما عهدت إلينا فيقول الرب صدقوا " هذه صور من تكريم الله لهذه الأمة فهل تري أن هذه الأمة قائمة بما كرمها الله به الآن ؟؟؟؟ أم تراهم في اللهو ناجحون وعن الذكر معرضون ومن ربهم مبتعدون ؟؟؟؟ ماذا تري بربك إنهم باعدون كل البعد عن طريق الدعوة إلي الله ــ وقليل ماهم ــ وتجدهم متأثرون بحضارات الغرب والشرق ومتأثرون ببعض المغضوب عليهم الذين يحرفون في دين الله كثيرا ولذلك لما وجد العدو بعد الناس عن ربهم وعن دينهم وجهلههم أبسط الأعمال المفروضة عليهم صاروا ـ أي أعداء الإسلام ــ يدخلونهم في مناقشات ومجادلات غريبة تشككهم في دين ربهم وهذا أمر يسير علي العدو لأن المسلمين تركوا سلاح العلم بربهم كما تركوا أيضا سلاح الدفاع عن شرفهم وكرامتهم وعزتهم ونصرتهم !!!!! ولا أري النجاة من هذه الهموم ومن تلك البحار العميقة من الشبهات والأباطيل التي يضل بها عدو الله عباد الله ـ إلا بالعودة إلي الدعوة إلي الله تعالي . ألا تري حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يبين لك أن النجاة في الدعوة إلي الله تعالي ـ لا ـ في أمر آخر ألا تراه يضرب لك مثالا رائعا يشبه فيه العصاة من هذه الأمة والمؤمنين منها أنهم في سفينة واحدة وفي أعماق البحر وإذ بالمفسدين يريدون خرق السفينة بحجة احتياجهم للماء ويتعرض لهم المؤمنون فيحاولون منعهم ويخرج من بينهم جماعة أخري تدعي أن لا علاقة لها بشيء ماداموا هم بخير وسبحان الله العظيم ! ما أشبه الليلة ؟؟ بالبارحة انظر معي حديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا " أرأيت إلي جمال التشبيه من الرسول الكريم في كيفية الحفاظ علي عصاة الأمة ودعوتهم إلي الله لنجاة الطرفين هل ترى من مخرج أوسع من هذا ؟؟؟






ولذلك جعل الرسول الكريم ثواب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ثواب الصدقة الجارية انظر إلي هذا الحديث في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم . قال : أو ليس الله قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " لماذا كل هذا الثواب من الله للعبد علي هذا العمل ؟؟ ليس ذلك إلا لكون هذا العمل من أحب الأعمال إلي الله تعالي وقد ورد في الحديث الذي ذكره القرطبي في التفسير أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال " من أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر فهو خليفة الله تعالي في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه " ألا تري أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل الأعمال وبالرغم من هذا كله إلا أن الأمة تغافلت عن هذا العمل وعمل المنافقون علي صد هذا العمل بشتي الوسائل وتحت مسميات مختلفة وهذا هو النقص الذي كان يخاف الرسول صلي الله عليه وسلم منه علي أمته فقد ورد في الحديث الذي ذكره القرطبي في تفسير قوله تعالي " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داود " خرج أبو داود عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل أول ما يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ.. ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم " وخرجه الترمذي أيضا .







ولم يكن المنافقون أقل حالا من اليهود فقد ذكر الحق سبحانه وتعالي صفاتهم الذميمة فقال جل ذكره " والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسو الله فنسيهم إن المنافين هم الفاسقون "
خطورة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب تعميم البلاء قال الله تعالي " واتقوا فتنة لا تصبن الذين ظلموا منكم خاصة "
وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب العقوبة الجماعية وفي ذلك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام " يا أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعو الله فلا يستجيب لكم وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم "
وقد تبرأ النبي صلي الله عليه وسلم من كل من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد ورد في الحديث " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر " وبالرغم من أن العباد يعلمون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو صمام أمن الحياة ومن أسباب سعادة الفرد والجماعة والمجتمع وذلك لما له من أثر في إزالة عوامل الشر والفساد من حياة الأمة وكذلك هذا العمل يوجد الجو الصالح والمناخ المناسب الذي تنموا فيه الآداب وتنتشر فيه الفضائل الإسلامية ومع ذلك كله أهمل هذا العمل وترك !! ألا تري أن السبب في ذلك هو قلة حب الناس لربهم وبعدهم عن المحبة ؟؟ فالذي يحب شخصا كثيرا ما يحكي عنه ويتحدث بكلامه كثيرا ولا يسمح لأحد أن يخوض في عرضه أليس كذلك ؟؟؟ لكننا الآن تركنا الكفرة والمنافقين يخوضون في الحديث عن ربنا تبارك وتعالي وما استطعنا الرد عليهم بالصورة التي تدل علي أن في قلوبنا غيرة حقيقة علي ربنا الذي نحبه وندعي ولائنا له !!
لذلك ولغيره جلست أفكر في موضوع أحكي فيه كيف يحب الناس ربهم ويتقربون منه ويغيرون عليه من كلام الحاقدين والضالين والمغضوب عليهم كيف و كيف ؟؟؟ لا أدري !! لكن الله تعالي هداني إلي عنوان عساني أجمع من خلاله المادة العلمية وكان هذا العنوان هو . " الأسباب التي تجلب محبة الله تعالي في القلب "








ومن خلال هذا العنوان الذي هديت إليه جمعت أسباب للمحبة متمثلة في النقاط التالية : ـ
· تحقيق كمال توحيد الله تعالي في القلب تحدثت فيه عن معني توحيد الله تعالي ثم ذكرت صورا من الشرك الذي وقع فيه الناس وانتشر فيما بينهم
· الاهتمام بالقرآن ـ كلام الله تعالي ـ قراءة وحفظا وفهما وتدبرا وتحدثت فيه عن فضل القرآن الكريم وفضل سور منه وفضل تلاوته والعوامل التي تساعد علي حفظه .
· التأكيد علي أداء النوافل وتحدثت فيها عن معني النوافل والمراد بها وفضلها وفائدتها للعبد في الدنيا وعند الموت وفي القبر ويوم القيامة وعرضت صورا وأمثلة لذلك .
· مداومة الذكر وعرضت فيه فضل الذكر وكيفيته والمراد بالذكر وفائدته للعبد في الدنيا والآخرة .
· إيثار ما يحبه الله تعالي علي ما يحبه العبد وعرضت فيه كيف يستطيع الإنسان أن يقدم طاعة الله تعالي علي كل الطاعات وكيف يتحقق ذلك .
· معرفة العبد للنعم التي من الله بها عليه وعرضت فيه صورا من هذه النعم التي من الله بها علينا وذكرت صورا من مظاهر قدرته سبحانه وتعالي .
· الإكثار من الدعاء وانكسار القلب في الدعاء وعرضت فيه كلاما عن الدعاء وفضله وآدابه وكيفيته وفائدته وأهميته في حياة العبد .
· مجالسة أهل الخشية من الله تعالي وهم آهل العلم وعرضت فيه فضل العلم والعلماء والتعلم وفضل مجالس العلم والعمل علي متابعتها .
· اجتناب المعاصي والتخلص منها وعرضت تعريف المعصية وأسبابها والآثار المترتبة علي ذلك و أضرار المعصية علي الفرد والجماعة والمجتمع .
· تكرار التوبة وعرضت فيها تعريف التوبة وشروطها وفائدتها في حياة العبد والأسباب التي تثبت العبد علي التوبة وعرضت صورا من ذلك من الكتاب والسنة وبعضا من توبة الصحابة والتابعين وبعضا من توبة أهل المعاصي في العصر الحديث

وبعد فهذا عمل وفقني الله تعالي إليه وهداني له وهو وحده صاحب العزة والجبروت والملك والملكوت وهو وحده صاحب الفضل فيه فإن يكن فيه من كمال فهو من الله العلي القدير وحده وإن يكن فيه من نقص أو تقصير فهو مني ومن نفسي وأسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعله في ميزان حسناتي وأن ينفع به المسلمين إنه نعم المولي ونعم النصير .


كتبه الفقير إلي عفو ربه / أشرف الفيل
القاهرة في الثلاثاء 7 / 12 / 2004 م 24 من شوال لسنة1425 هـ

خــــــــــــــــــــــــطبة الوداع الأضحية والحـــــــــكمة منها ما يجب في العيد وما يستحب

0 التعليقات
لســـــــــــــــــنة 1425 هـ
ساحة أبو زهرة بحي مصر الجديدة
الخميس 20 / 1 / 2005 م

أهم العناصر
نبذة قصيرة عن الحـــــــــــج
خــــــــــــــــــــــــطبة الوداع
الأضحية والحـــــــــكمة منها
ما يجب في العيد وما يستحب
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله تعالي فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين فاللهم اجزه عنا وعن والدينا وعن الإسلام والمسلمين خير ما جزيت به نبيا عن قومه ورسولا عن أمته اللهم اسقنا منه يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي النبي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ... الله أكبر الله أكبر الله أكبر .... الله أكبر الله أكبر الله أكبر .... الله أكبر ولله الحمد ..........................................
الله أكبر . ما حــــج المسلمون ببيت الله الحــــــــــــــرام إلا تلبية لنداء أبيهم إبـراهيم .
الله أكبر . مـــــــــــا ذهــــــــــبوا إلي عرفــــــــــات إلا للاعتراف بوحـــــــدانية الله .
الله أكبر . ما طافوا وسعوا وشربوا من ماء زمزم إلا بمثل ما فعلت هاجر أم إسماعيل .
الله أكبر . مــــــــا هــــــامت بهم الأشواق إلي عرفات إلا استجابة دعوة أبيهم إبراهيم .
الله أكبر . مـــــــا ابتهلوا ودعــــــــــــــوا إلا استجيب لهـــــــــــــــم الدعـــــــــــوات .
الله أكبر . ما وقفوا بالمشعر الحرام إلا شاكرين نعمك مثنيها عليك بالخير يا أرحم الراحمين
الله أكبر ....... الله أكبر ......... ولله الحمد
أيها المسلمون يقول الحق جل وعلا في محكم آياته " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ "
ويقول النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط والكبير من حديث محمد بن مسلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا "
فما أعظم النفحات في هذه الأيام المباركات التي يقول فيها الرسول صلي الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " .
ففي هذه الأيام المباركات يؤدي المسلمون فريضة من أعظم الفرائض عند الله عز وجل وهي فريضة الحج وهي استجابة لنداء إبراهيم في قوله جل وعلا " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ "
وها هم وقفوا بعرفات ملبين وقد غفر الله لهم وأعتقهم من النار وما ذلك إلا لحديث النبى
( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء) . رواه مسلم
فما أعظمها من نفحات وما أكثر العتق فيه والمغفرة وقد أورد ابن المبارك حديث أنس ابن مالك رضي الله تعالي عنه أن النبي وقف بعرفات وقد كادت الشمس أن تئوب فقال يابلال أنصت لي الناس فقام بلال فقال ؟أنصتوا لرسول الله صلي الله عليه وسلم فأنصت الناس فقال رسول الله " يا معشر الناس أتاني جبريل عليه السلام آنفا فأقرني من ربي السلام وقال إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر الحرام وضمن عنهم التبعات فقام عمر ابن الخطاب وقال يا رسول الله هذا لنا خاصة فقال رسول الله هذا لكم ولمن أتي بعدكم إلي يوم القيامة فقال عمر ابن الخطاب كثر خير الله وطاب "قال الألبانى: صحيح لغيره
ففي هذه الخطبة الجامعة بين الرسول معالم الإسلام وبين سماحته وأنه يحرم الدماء أي القتل بغير حق ويدعو إلي السلام والأمان والمحبة والوئام بادئا بالحب الناشئ داخل كل أسرة لذلك حدد حقوق النساء في الخطبة وأوصي بهن خير وصية فقال " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله " ثم بين صلي الله عليه وسلم حقوق كل واحد علي الآخر فقال " ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " رواه مسلم
هكذا أشار بوصيته بالنساء إشارة إلي أن السلام والأمن والأمان يتحقق من داخل الأسرة ولذلك اهتم الإسلام أعظم اهتمام بالمرأة ففي القرآن أنزل الله سورة كاملة سماها سورة النساء ، ولما كان الطلاق أمر شاقا علي نفس المرأة ومعنوياتها أنزل الله سورة كاملة وسماها سورة الطلاق وحدد فيها حقوق كل من الطرفين . ، وجعل الإسلام من المرأة جوهرة ثمينة حافظ علي عرضها وعلي شرفها وعلي كرامتها وتمثل ذلك في الحفاظ علي جسدها أن يظهر منه شيء سوي وجهها وكفيها فقد قال الحق جل وعلا آمرا نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " هذا هو الإسلام وهذ هو بعض ما قدمه من عدل للأسرة و للمجتمعات كلها .
أيها الكرام في العيد تجب أمورا كثيرة نذكر منه : ـ
الأضحية وقد شرعها الله تعالي بقوله " إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر " وكان المراد بالنحر في الآية الذبح .
والأضحية هي اسم : لما يذبح من البقر والغنم والإبل تقربا لله تعالي في أيام النحر ويومي التشريق
وحكمها سنة مؤكدة عن النبي صلي الله عليه وسلم فقد ثبت في الصحيح أن النبي ضحي بكبشين أقرنين أملحين ذبحهما بيده وسمي الله وكبر
وهي من أفضل الأعمال يوم النحر فقد ورد في سنن الترمذي من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا " صحيح.
ولا تجب الأضحية إلا إذا نذرها ولو مات قبل أن يذبح وفي عنه من بعده . وكذا لا تجب إلا إذا اشتراها علي نية الأضحية ولو مات قبل الذبح وفي عنه من بعده
ولا تكون إلا من الإبل والبقر والغنم ولا يجزئ غير هذه الأنواع الثلاثة ويجزئ من الضأن ماله ستة أشهر ومن الماعز ماله سنة ومن البقر ماله سنتان ومن الإبل ماله خمس سنوات
ولا يجوز في الأضحية العوراء ولا العرجاء ولا العجفاء(أي الهزيلة التي لا تنقي) ولا المريضة .
ويشترط أن يكون وقت الذبح بعد صلاة العيد وهو ممتد حتى عصر اليوم الثالث من أيام العيد أي ثاني أيام التشريق لحديث النبي صلي الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري " إن أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء فقال رجل من الأنصار يقال له أبو بردة بن نيار يا رسول الله ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة فقال اجعله مكانه ولن توفى أو تجزي عن أحد بعدك "
وتكفي الأضحية الواحدة عن البيت الواحد ويجوز المشاركة في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر لسبعة من الأشخاص لحديث جابر رضي الله تعالي عنه " نحرنا مع النبي البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة "
ويستحب أن يذبح بنفسه وإذ لم يستطع ذبح عنه غيره
ويستحب أن يشهد المرء الذبح بنفسه.
الحكمة من الأضحية
وترجع الحكمة من الأضحية الإشارة الواضحة التي كانت من أبينا إبراهيم عليه السلام وهي التضحية الكاملة من أجل مرضاة الله جل وعلا حيث أراد الله تبارك وتعالي منه أن يتخلص من كل حب في قلبه سوى حب الله تعالي فها هو لما رزقه الولد أمره أن يتركه وأمه في ذاك المكان الذي لا زرع فيه ولا ماء وفعل سيدنا إبراهيم ذلك استجابة لأمر الله تعالي وها هي هاجر أم إسماعيل عليها السلام المرأة المؤمنة المحتسبة الصابرة تقول له أتتركنا في هذا الوادي وحدنا فما يملك أن يجيب فتفهم المرأة أنه الاختبار ويتولي إبراهيم عليه السلام ويغادرها ولما يسير غير بعيد تتحرك مشاعره وتفيض حبا وحنانا ويصور لنا القرآن الكريم هذا الموقف الجليل فيقول تباركت أسماؤه " رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء " ابراهيم (آية:37
هذا هو قلب الأب ولكن الله يريد أن يعلمنا أن نفرغ إلي طاعته ونقدم حبه علي كل حب وطاعته علي كل طاعة قال الله تعالي " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " التوبة (آية:24
وبسبب هذه التضحيات شرع الله الأضحية وبسبب تضحية هاجر أم إسماعيل شرع الله تعالي السعي بين الصفا والمروة تكريما لها وتخليدا لذكراها قال الله تعالي " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شعائر اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ " البقرة (آية:158:
ويجب في العيد أمورا منها : ـ
بر الوالدين أحياء كانوا أو أمواتا فالأحياء برهم زيارتهم وتقديم يد العون لهم وأن لا تأكل قبل أن يأكلا ولا تنام قبل أن يناما وأما برهما بعد فاتهما يحدده حديث الرسول عليه الصلاة والسلام كما في سنن أبي داود من حديث أسيد الساعدي قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بها وإكرام صديقهما "
والحديث فى سنن أبى داود
وقد حذر الإسلام من عقوق الوالدين فقال الرسول في الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه . قيل من يا رسول الله ؟ قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة) . رواه مسلم .
وقال صلي الله عليه وسلم
(رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد ). ‌ صحيح الجامع الصغير للألبانى
وقال أيضا (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقول الزور) . ‌ صحيح الجامع الصغير للألبانى
صلة الرحم وقد قال تعالى
"فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم" (محمد : 22)
الإصلاح بين المتخاصمين وفي الحديث " أنظرا هذين حتي يصطلحا "
(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا ) .
صحيح الجامع الصغير للألبانى
عيادة المرضي وفي الحديث " مرضت فلم تعدني ...... الحديث
(إن الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لوعدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني فقال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي ). ‌ صحيح الجامع الصغير للألبانى
اللعب واللهو لحديث عائشة أن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله في يوم العيد "
( قالت عائشة : " كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد " متفق عليه )
الغناء المباح وهو الذي لا يبعث الكامن ولا يحرك الساكن ولا يدعوا إلي الفاحشة وفي الحديث عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على شقه وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين فقلت نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي "
لطيفة من كتاب الفرق الإسلامية المعاصرة د مصطفي مراد نقلا من الكامل لابن أثير
في أواخر عصر التابعين من أوائل المائة الثانية حدثت بدعة الجهمية وكان أول من أظهر ذلك الجعد بن درهم فطلبه خالد بن عبد الله القسري فضحي به بواسط فخطب الناس يوم النحر وقال أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله تعالي لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسي تكليما تعالي الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه !!!
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم
سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

جميع الحقوق المحفوضة لدى كلفين للمعلوميات 2013 - 2014 | © كلفين للمعلوميات عدد الزوار المتواجدين حاليا بالموقع

back to top