عيد الأضحى (خطبة)
الحمد لله رب العالمين..
سبحانه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والله
أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر،
ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، الحمد لله كثيرًا، وسبحان الله العظيم بكرةً
وأصيلا، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر.. ما وقف المسلمون بعرفات يهللون ويكبرون.
الله أكبر.. ما اتحد المسلمون.
الله أكبر.. ما جاءت الأفواج من كل مكان ليقفوا في مكان واحد وفي وقت واحد يدعون ربهم الواحد، على اختلاف أجناسهم... وألوانهم.. ولغاتهم..
الله أكبر.. ما اعتز الإسلام، وما نصر المسلمون..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولا مناوئ له في علو شأنه.. شهادة مؤمن خضع لله رب العالمين..
والله
أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله
الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله العظيم بكرة
وأصيلا.
سبحانه سبحانه نصر عبده، وصدق وعده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وخليلنا وعظيمنا
وأستاذنا ومعلمنا ومرشدنا وقدوتنا ومخرجنا من الظلمات إلى النور محمد. جاء
إلى العلم على فترة من الرسل، فهداهم إلى التوحيد، وجمعهم على الإيمان
بالله الواحد الديان، وأقام دولة العدل والمساواة.. فصلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وأتباعه وذريته أجمعين.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أما بعد:
أيها المؤمنون أحباب الحبيب المصطفى
محمد.. شاء الله أن يجمع الناس كلهم بفرضه فريضة الحج على الإيمان والتقوى
فهناك قد تركوا أولادهم وذويهم وأموالهم وأزواجهم وبلادهم وجاءوا من كل
مكان على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولهجاتهم وألسنتهم يدعون ربًا واحدًا
يقولون في صوت واحد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد
والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
فيجتمعون ويهللون ويكبرون في أرض وطئتها
قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشهدت كثيرًا من المحافل الإسلامية،
شهدت الرسول وصحبه، شهدت الحق في مواجهة الباطل وهم يقولون لا إله إلا
الله، هم يدعونهم إلى الهدى، إلى عبادة الله وحده، وهم لا يريدون إلا
الضلال والهلاك..
واجتماعهم نصر للإسلام فإذا رأيته نطقت
بلسانك بلا شعور: لا إله إلا الله، محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-.. فما أحلى اجتماع المسلمين في كل مكان.. وعلى أي مكان.. وفي أي زمان..
لذا كان للجمعة مكانة في الإسلام فهو مؤتمر أسبوعي حافل، وكذا لاجتماعكم الآن في صلاة العيد مكانة عظمى في الإسلام.
فحينما يجتمع المسلمون،
يتذكرون أحوالهم، وأعداءهم الذين يتربصون بهم الدوائر واحتياج بعضهم،
ومشكلات إخوانهم، فيتعاونون جميعًا على البر والتقوى، ويتعاهدون على العمل
والجهاد..
الله أكبر،
الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا،
وسبحان الله العظيم بكرة وأصيلا.. لا إله إلا الله.
أيها المؤمنون:
يقول الله تعالى: ﴿ الْحَجُّ
أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا
فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ
يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ [سورة البقرة: 197].
﴿ وَإِذْ
بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي
شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ *
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ
مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا
مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 26 - 29].
هكذا أيها المؤمنون يصور الله الحج، ذلكم
الاجتماع الكبير الذي يرهب أعداء الإسلام كم تمنوا أن ينتهي هذا الجمع ولكن
أنى لهم.. ولو وعى المسلمون لكان هذا الجمع سوطًا على ظهورهم ونيرانًا
تهبط على قلوبهم فتنتزعها.. ولكنهم مازالوا غافلين.
الله أكبر،
الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا،
وسبحان الله العظيم بكرة وأصيلا.. لا إله إلا الله.
أيها المؤمنون.. ومن أجمل ما في الحج الهدي، ويا ليتنا نقف بعض الشيء عليه..
فالهدي اسم للحيوان الذي يهدى باسم الله إلى الحرم، يذبح فيه، ويطعم منه الفقير والمسكين..﴿
فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ
وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [سورة الحج: 36].
وقد أرشد القرآن إلى الروح الذي يتقبل
الله به الهدي، وهو روح الإخلاص والتقوى، شأن كل التكاليف، لا يكفي في
تقبلها شكلها ولا صورتها، وإنما يرفعها إليه الإخلاص والتقوى وهو المعنى
المقصود بقوله تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [سورة الحج: 37].
كما لا يناله من الصلاة والحركات
والسكنات، ولا من الصوم ترك المأكولات والمشروبات، ولكن يناله منها ما لا
يحملان من معاني الخشوع والإخبات، ومراقبة القلب وحسن النيات.. ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ﴾ [سورة المائدة: 27].
والهدي.. يذكرنا بحادثة نبي الله إبراهيم
عليه السلام وولده إسماعيل، وينبه نفوسنا إلى مبدأ التضحية في سبيل الله
وطاعته في أعز شيء لديه.. ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [سورة الصافات: 107].
والعمل بهذه القربة سر اقتصادي يرجع إلى سكان البادية ولعله من مصداق دعوة أبيهم إبراهيم حين قال: ﴿ رَبَّنَا
إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ
بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ
الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [سورة إبراهيم: 37].
ذلك أن الماشية رأس مال أهل البادية،
وموسم الحج هو السوق التي تنفق فيه هذه السلعة عن رغبة لا مشقة فيها. وبذا
يحصلون على أرزاقهم من أعمالهم ومن ثمن أموالهم، دون أن يتعرض لذل السؤال،
أو يترقبوا العطاء.
وربما يتساءل متسائل:
ولكنهم أصبحوا الآن أثرياء لا حاجة لهم
إلى مثل ذلك؟ فاسأل الاقتصاديين يعلمونك أن رأس مال أهل الحجاز حتى الآن من
الماشية وإن قلت نسبته إلا أنه مازال هو رأس المال ومازال أهل الحجاز
ينتظرن موسم الحج من العام إلى العام ففيه الخير الوفير لحياتهم..
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون..
ونحن نقوم كما يقومون بذبح أضحية، فاهرعوا إلى منازلكم فاذبحوها وقدموها لفقراء المسلمين حتى يصلح الله لكم أعمالكم.
سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يومًا: أي العمل أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله)). قيل: ثم ماذا؟ قال:
((جهاد في سبيل الله)). قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)) أو كما قال..
ادعوا الله.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين.. ولي الصالحين.. والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد.
وأشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له..
الله أكبر كبيرًا، الحمد لله كثيرًا، وسبحان الله العظيم بكرة وأصيلا.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد وخليلنا
وعظيمنا وأستاذنا ومعلمنا ومرشدنا وقدوتنا ومخرجنا من الظلمات إلى النور
محمدًا. المبعوث رحمة للعالمين..
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده.. لا إله إلا الله..
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون.. ويذكرنا
الحج بيوم القيامة والموت، فهم هناك مجردون من الثياب ويلبسون ما يشبه
الكفن.. فكأنهم يستعدون للموت ويسلمون أنفسهم لله رب العالمين..
عبدالله.. تذكر يوم
يبعث الله الناس جميعًا على اختلاف ألوانهم وألسنتهم ومناصبهم وأجناسهم في
مكان واحد، وفي وقت واحد، ليسألهم سؤالاً يقول لهم: ﴿ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ﴾ [سورة غافر: 16].. فماذا يجيبون.. أيقولون لهذا؟ أو لذلك؟ إنهم الآن أمام الذي لا يغفل ولا ينام.. لا يستطيعون أن يجيبوا بشيء فيقول المولى سبحانه: ﴿ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [سورة غافر: 16].
الله أكبر،
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله
كثيرًا، وسبحان الله العظيم بكرة وأصيلا.. لا إله إلا الله.
أيها المؤمنون:
هذا يوم عيدكم فأكثروا فيه من ذكر الله أولاً واجعلوه عيد
خير ووئام لتصفوا النفوس، وترتاح القلوب، وليصفح كل منكم عن أخيه، ولتقوم
بينكم المودة والرحمة التي رباها فيكم الإسلام، فتكونون كما أراد الله لكم
أن تكونوا.. ولتكونوا بعدها حربًا على أعداء الإسلام.. اتقوا الله يصلح لكم
أعمالكم ويهيئ لكم من أمركم رشدًا.. الجأوا إلى الله ولا تلجأوا إلى
الملوك والسلاطين والأمراء.. ألم تعلموا هذا الحديث القدسي؟
((أنا الله لا إله إلا أنا، مالك الملك،
وملك الملوك، قلوب الملوك كلها في يدي، وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب
ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد إذا عصوني حولت قلوب ملوكهم
عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب.. فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على
الملوك ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتقرب أكفكم ملوككم)).
اللهم أصلح أحوالنا وآمن روعاتنا، واجعله عيدًا مباركًا علينا، واغفر لنا ذنوبنا يا رب العالمين.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Spotlight/0/45828/1/%D8%B9%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D8%AD%D9%89/#ixzz2hDjUgJvk
المرجو نشر هذا الموضوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق