أمَّا بعدُ:
فالسعيدُ
مَن اتَّقى ربَّه وأطاعه، وعلم أنَّ له ربًّا يأخذ بالذنب ويُجازي عليه،
والشَّقيُّ مَن غرَّه شيطانه وأطاع نفسه الأمارة بالسوء، وتمنَّى على الله
الأماني.
عبادَ الله، إذا
غربت شمسُ النهار أقبل الليل بسَواده وديجوره، وإذا انتصف الليل اشتدَّت
ظلمته، وبعد هذا الظلام الدامس يُوقن الجميع أنَّ الصبح سيأتي مشرقًا
مسفرًا، ولا يشكُّ في ذلك عاقلٌ، ومتى طال الليل على مهمومٍ أو مغموم فإنَّ
أمله في انبلاج الصبح قائمٌ.
أيها
المسلمون، لا يخفى على أحدٍ واقعُ المسلمين اليوم، فقد تسلَّط عليهم
أعداؤهم في كثيرٍ من الجوانب والبلدان، وتجاه هذا الواقع فإنّ بعضَ
المسلمين قد يصيبُه اليأسُ من صلاح أمر الأمَّة الإسلاميَّة؛ لما يرى من
جهود الأعداء في محاربة الإسلام والتضييق على المسلمين، ومن جهةٍ أخرى هو
يرى يقَظَة الأعداء ومواجهتهم لأيِّ جهدٍ يبذله المسلمون، لاستعادة ما
فقدوه من مجدٍ وماضٍ تليد.
وربما كان
هذا اليأس سببًا في القُعود عن خِدمة الدِّين والمساهمة في نفع المسلمين
وتعليمهم ودعوتهم، ولكن يجبُ أنْ يعلم المسلم أنَّه مهما ساء واقعُ الأمة
وامتدَّ كيد الأعداء، فإنَّ المستقبل لدين الله، والعزَّة لأوليائه، تشهدُ
بذلك نصوصُ القُرآن الكريم القطعية والأحاديث النبويَّة المتواترة؛ ممَّا
يبعَثُ الأمل في نفس كلِّ مسلم، ويجعله واثقًا بوعْد ربِّه، مطمئنًّا
بأنَّه على الحقِّ مهما بلغت الأحوال والظُّروف، وإنَّ التصديق بما أخبَرَ
الله تعالى به أو رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الأمور الغيبيَّة
لمن أجلِّ الأعمال، وهو من ركائز العقيدة الإسلاميَّة، ألَمْ يصفِ الله
تعالى حالَ المؤمنين في الأحزاب بما وصفَه من حال الخوف والرعب؛ ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ﴾ [الأحزاب: 10]، ثم بعدَ آياتٍ قليلة يذكُر حال المؤمنين الصادقين: ﴿ وَلَمَّا
رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا
إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22].
عباد الله،
إنَّ مَن يشكُّ في انتصار الدين وغلبته، أو يشكُّ في ذلك، فهو كمَن يئسَ
من بُزوغ النهار بعد اسوداد الليل أو شكَّ في ذلك، وإليكم أيها المسلمون
بعضًا ممَّا في كتاب ربنا وسنَّة نبينا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ممَّا
يقطعُ بأنَّ دِين الله منصورٌ، وأهله ظافرون ولو بعد حين.
فقد أشار القُرآن إلى غلبة الدين وظهوره؛ قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 8، 9]، وقد وعَد الله تعالى المؤمنين بالنصر فقال: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ [الحج: 39]، وقال: ﴿ وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ
بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا
عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 - 173].
ففي هذه
الآيات أخبَرَ الله - سبحانه وتعالى - أنَّ من سنَّته في خلقه أنْ ينصُرَ
عباده المؤمنين إذا قاموا بنُصرة دِينِه وسعَوْا لذلك، ولئن تخلَّفت هذه
السُّنَّة لحكمة يريدها الله في بعض الأحيان فهذا لا ينقض القاعدة وهي:
أنَّ النصر لمن ينصر دين الله، وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55]، فقد وعَد اللهُ في هذه الآية وهو
سبحانه لا يخلفُ الميعاد، وعَد المؤمنين باستِخلافهم في الأرض، وأن يُمكِّن
لهم دِينَهم، وأيُّ أملٍ للمسلم فوق وعْد الله - عزَّ وجلَّ - وأي رجاءٍ
بعد ذلك للمؤمن الصادق؟
وإنَّ
ممَّا يجلب اليأس لكثيرٍ من المسلمين ما يَراه من اجتماع الكفار على اختلاف
طَوائفهم ومَشاربهم على الكيد للإسلام وأهله، وما يقومون به من جُهود لحرب
المسلمين في عقيدتهم وإفساد دِينهم، ولكن تأمَّل في كلام ربِّك تعالى: ﴿ إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ
يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36]، وقوله: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا
﴾ [الطارق: 15 - 17]، فمهما كاد هؤلاء لدِين الله ومهما بذلوا لمحاربته
فالله لهم بالمرصاد. وهم أعداء الله قبل أنْ يكونوا أعداء المسلمين؛ كما
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ﴾ [الممتحنة: 1]، فبدَأ بوصفِهم بأنهم أعداؤه.
أمَّا من
السُّنَّة النبويَّة فمن المبشِّرات بنصر الدين وغلبته ما قالَه النبي -
صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الصحيح ((ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلَغ
الليل والنهار، ولا يترُك الله بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخَلَه الله هذا
الدِّين بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يعزُّ الله به الإسلام وذُلاًّ
يذلُّ الله به الكفر)).
وأخبر -
صلَّى الله عليه وسلَّم - قائلاً: ((لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرين على
الحقِّ، لا يضرُّهم مَن خذلهم حتى يأتي أمرُ الله وهم كذلك))؛ أخرجه مسلم.
وإنَّ
المسلم حين يطرقُ سمعه هذا الوصف ليتمنَّى من أعماق قلبه أنْ يكون من هذه
الطائفة، وأنْ يضرب معها بسهمٍ في نُصرة دين الله وإعلاء كلمته، فتتحوَّل
هذه الأمنية وقودًا يشعل في نفسه الحماسة والسعي الدَّؤوب للدعوة لدِين
الله على منهج الطائفة الناجية أهل السُّنَّة والجماعة.
ويقول -
صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بشِّر هذه الأمَّة بالسَّناء والنصر
والتمكين))؛ أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه
الذهبي وأقرَّه.
أمَّا اليهود الأنذال،
هؤلاء الذين أذاقوا المسلمين الأذى، فإنَّ لهم موعدًا مع هذه الأمَّة
المحمديَّة؛ يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تقومُ الساعة حتى
يُقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وَراء
الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهوديٌّ خلفي
فتعالَ فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنَّه من شجر اليهود))؛ أخرجه البخاري ومسلم.
فكلُّ هذه
النصوص وأمثالها كثيرٌ أدلَّة قاطعة ومُبشِّرات مُؤكدة بانتصار الدِّين
الإسلامي، ورفعة أهله مهما بلغ كيد الكائدين ومكرُ الماكرين؛ ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 50 - 52].
اللهمَّ إنَّا نسألك من فضلك، ونعوذُ بك من الأمن من مكرك؛ ﴿ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99].
أقول..
الخطبة الثانية
الحمدُ لله
معزِّ أوليائه، وناصر أصفيائه، ومذلِّ أعدائه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله
الملك الحقُّ المبين، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله النبيُّ الصادق
الأمين - صلَّى الله عليه وسلَّم.
أمَّا بعدُ:
فإنَّ في
معرفة حتميَّة انتِصار الإسلام واليقين بذلك فوائدَ كثيرة، منها: أنْ يكون
هذا الاعتقاد دافعًا للإنسان للعمل والبذل لدينه؛ لأنَّه إذا علم أنَّ
الحقَّ سينتصرُ فإنَّه سوف يبذلُ جهده وحياته ليحصلَ له الشرف في أنْ يكون
ممَّن يتحقَّق النصر على يديه، وينبغي للمسلم ألا يُفارقه هذا الشُّعور
أبدًا، وقُدوته في ذلك رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال
للمسلمين في مكة وهم يُعذَّبون: ((والله لَيُتِمَّنَّ الله هذا الأمرَ حتى
يسيرَ الراكب من صَنعاء إلى حضرموت لا يخافُ إلا اللهَ والذئبَ على غنمه)).
ولنعلم
أنَّه ليس شرطًا أنْ يرى المسلم الغَيور الباذل لدينه النصر بعينِه، بل
عليه أنْ يُقدِّم ما يستطيعُ، والنتائج بيد الله تعالى، وأمرُ الله وقدرُه
غيبٌ لا يعلمه إلا هو سبحانه، وقد يتأخَّر النصر للمسلمين لحِكَمٍ وأسبباب
يعلمها الله تعالى، أمَّا مَن تخلَّى عن العمل معتمدًا على هذا الوعد
الكريم، منتظرًا انتصار الإسلام وعزة المسلمين دون أنْ يبذلَ ويشاركَ هو في
السعي إلى نصرة الدين - فقد أبعَدَ النجعة وأخطأ وجانَبَه الصواب، فنحن
مُتعبَّدون بالعمل، ولم يطلب منَّا التواني والكسل والنوم حتى يطرق أبوابنا
نصرُ الله تعالى، وليعلم كلُّ مسلم عامِلٍ لدينه أنَّه بعمله هذا يتقرَّب
إلى ربه، ومَن ألهمَه الله تعالى العملَ للدِّين فقد رزَقَه الله خيرًا
كثيرًا، أمَّا إنْ تخلَّى المسلمون عن هذا الشَّرف والخير فإنَّ وعيد الله
تعالى قريب.
استمعوا - رحمكم الله تعالى - إلى هذه الآيات وتأمَّلوا فيها؛ عسى أنْ يكون لها فيها العبرة والعظة؛ ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ
نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ
بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا
فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ *
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ
جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 51 - 56].
ويقول تعالى في آيةٍ أخرى:﴿
هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ
نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ
تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا
أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].
المرجو نشر هذا الموضوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق